السلامة الغذائية والاستدامة البيئية 

لطالما كانت إيطاليا والاتحاد الأوروبي في مركز الصدارة فيما يتعلق بالسلامة الغذائية وجودة المنتجات الغذائية. من أجل طمأنة المستهلكين بارتفاع مستوى سلامة الأغذية، وحماية قطاع الأغذية الزراعية من الأزمات المتكررة، يتبنى الاتحاد الأوروبي إستراتيجية سلامة الأغذية من المزرعة إلى المائدة لمواجهة تحدي ضمان سلامة الأغذية وصحتها على مستوى عناصر السلسلة الغذائية بالكامل، مع وضع نظام رقابة مدمج مبني على مجموعة من المتطلبات العالية المستوى المطلوب توفرها في المنتجات الغذائية الزراعية للحفاظ على الصحة الحيوانات والنباتات ورفاهيتها، سواء أكانت المنتجات من إنتاج الاتحاد الأوروبي أم مستوردة.
يجب على جميع الدول الأعضاء احترام المعايير ذاتها ووضع الضوابط الغذائية والصحية وفقاً للمعايير القياسية نفسها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. أصبح نقل الأغذية الآمنة بحرية أمراً ممكناً من خلال التنسيق بين اللوائح الصحية، مما أسهم بشدة في الحفاظ على سلامة المواطنين ومصالحهم الاجتماعية والاقتصادية.
فيما يلي المبادئ الرئيسية في لوائح الأغذية:
● ضوابط مدمجة على مستوى عناصر السلسلة الغذائية بالكامل
● تدخلات مبنية على تحليل المخاطر
● مسؤولية كل مُشَغِّل قطاع تكون مسؤولية أولية عن كل منتج يجري إنتاجه، أو تحويله، أو استيراده، أو تسويقه، أو توزيعه
● قابلية تتبع المنتج على مستوى عناصر السلسلة الغذائية
● المستهلك جزء فعال من سلامة الأغذية

تقدم البقوليات الواردة من منطقة الاتحاد الأوروبي فوائد للأفراد والكوكب.
يتزايد عدد المستهلكين الذين يتبعون نظاماً غذائياً يحتوي على بروتينات من مصادر نباتية بدافع الحفاظ على الصحة، والحد من التغيُّر المناخي، والمخاوف المتعلقة برفاهية الحيوانات والمصادر الطبيعية. يُعد إنتاج البقوليات أكثر استدامة بيئياً من إنتاج البروتين الحيواني، كما أنها تتطلب موارد طبيعية أقل لزراعتها، من حيث استهلاكها للماء، والأسمدة، والكيماويات. يمكن للزراعة في أوروبا أن تصبح أكثر استدامة من خلال زراعة المحاصيل الغنية بالبروتينات، مثل: فول الصويا، والبازلاء، والفول، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs 2 and 15)؛ ألا وهي: تحسين الإمداد الغذائي على مستوى العالم، واستغلال الموارد الطبيعية على نحو مستدام.
تعود زراعة البقوليات بالعديد من الفوائد على البيئة منها:
● انخفاض تأثير البصمة الكربونية: يعود مصدر جزء كبير من غازات الدفيئة المنبعثة من المزروعات إلى الأسمدة النيتروجينية. نظراً لأن البقوليات تُعد من المحاصيل المُثبتة للنيتروجين، فإنها تحتاج إلى قدر ضئيل
من الأسمدة حتى تنمو.
● مفيدة للتربة: تنتج البقوليات العديد من المواد العضوية المختلفة أثناء نموها، وتتغذى عليها الكائنات الدقيقة التي تعيش في التربة، مما يمد التربة بفوائد صحية. كما أنها تترك بعد حصادها مواد إضافية مغذية يستفيد منها المحصول التالي الذي يُزرع في التربة نفسها.
● مفيدة للتنوع الحيوي: يستفيد النحل من البقوليات خلال موسم تفتح أزهارها الذي يختلف عن مواسم معظم المحاصيل الصالحة للزراعة. كما أنها تشكل إضافة إلى ذلك مأوى للحيوانات البرية.
● تحتاج البقوليات إلى مياه أقل مقارنة بمصادر أخرى عديدة للبروتينات، كما يمكن زراعتها في ظروف متنوعة في منطقة الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الظروف الجوية الرطبة، أو الجافة، أو الحارة، أو الباردة.
في يوليو 2017، وقعت 14 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي على الإعلان الأوروبي بشأن فول الصويا الذي يهدف إلى تعزيز زراعة البقوليات في أوروبا، ودمجها في تدوير المحاصيل، والمحافظة على القيمة التقليدية للأراضي وعمل القائمين على إماهة البقوليات على تطوير أسواق مستدامة.